بمَن نثق؟

هو السؤال الذي ابتلع أمس كلّ سؤال طُرح يومًا في لبنان. كلّ شيء في لبنان مباح. كلّ شيء. لا أتكلّم على الشرف، بل على كلّ شيء. الكلمة تختصر الأزمة. لا أدين أحدًا. أردّد ما يقوله المسؤولون: "ننتظر التحقيق"! إلى الآن: مئة شهيد. أربعة آلاف جريح. دمار مرعب. مفقودون. مشرَّدون. رعب آثاره مثله... الذي تردّد، بسرعة، أمس، أنّ هناك مَن "أباح" لنفسه، منذ نحو سبع سنين، أن يترك مخزونًا، في مرفأ بيروت، كمّيّةً من مركّب كيميائيّ أدّى إلى انفجار البلد الذي كلّ ما فيه منفجر... لبنان مباح. هذا هو الموضوع كلّه. بمَن نثق؟ لا أعتقد أنّ هناك مَن هو أهلٌ لأن نثق به سوى الله والذين يستشفعونه في الأرض من أجل أمننا وسلامنا.