عرّفني أحد أصدقائي إلى الصحفيّة الغزّاويّة بلستيا العقّاد. الذين يقنعونك بلحظةٍ أنّ انتصارات الحياة هي استحقاق، هم غزّة الآتية! اختارت هذه الشابّة (٢٢ سنة)، مثلَ كثيرٍ من أترابها، طريقتها للمشاركة في الدفاع عن بلدها. أخذت على عاتقها أن تحارب الغفلة والحقد وانتهاك القوانين الدوليّة... بفيديوهات من أرض المعركة تنشرها بلستيا على مواقع التواصل، تؤدّي دورًا طليعيًّا في مواجهة وحوش تطلب أن تفترس الأرض وأهلها، من دون رحمة. إن تكلّمتْ أمام كاميرتها، تلفتك بحضورها الأنيق، المقاوم، وإن اضطرّتها القذائف التي تدوّي قربها الى أن تصمت، تلفتك بصمتها. لا تفقدها أصوات القذائف رباطة جأشها، بل تصمت أمامها بهدوء الكبار وأسف العقلاء. العالم النائم يجب أن يسمع أصوات الحقد التي لا تهدأ! هذه تحيّة لبلستيا ولكلّ مَن يستحقّون مثلها أن يكتبوا على صفحات اليوم أنّ الغد لنا.
جميع الحقوق محفوظة، 2023