سألني ابني البكر فيما كان بعدُ في العاشرة من عمره: "هل نحن روم أو موارنة؟"! سأعرّفكم إلى السائل. إنّه شابّ، تخرّج في جامعة معروفة في لبنان، حاز شهادتَين منها، متزوّج، له ولدان، وله عمله في لبنان. هذا أقوله فقط دلالةً على أنّ رجل اليوم، أي ابني نفسه، كان، منذ صغره، إنسانًا حصيفًا. لِمَ ابنُ كاهنٍ أرثوذكسيّ يسأل سؤالاً لا يُسأل؟ جوابي: الناسُ لغتُهم. هذا لا أشير فيه فقط إلى الكلام الذي نتداوله في بيتٍ يحتضننا، بل إلى المحيط الذي نحيا فيه أيضًا. ليس بيننا وبين الطائفيّة أيُّ قرابة. إنّها ليست من لغتنا. أذكر ابني بفرح. أرجو له دائمًا، في بلد طوائفيّ، أن يحفظ بلاغة طفولته.
جميع الحقوق محفوظة، 2023