3سبتمبر

بعضٌ من تغيير

صديقي المُحبّ نقولا ناصيف، الذي يسكن مع الله اليوم، سلّمني نصيحةً، لتنشيطي في الحياة، أن أترك مكان إقامتي وخدمتي أيّامًا في السنة، أسبوعَين أو ثلاثة، إلى مدًى آخر ووجوه أخرى. حكمتني هذه النصيحة، إلى اليوم، نحو خمس وعشرين سنة. في كلّ سنة، عندما يهلّ شهر أيلول، أترك إلى مكان آخر. عندما ظهرت فكرة سَفَري هذه السنة، كانت واحدة من الحجج، التي رفعتها كنّتي في وجهي، هي هذه النصيحة، أنّ السفر في مدًى ووجوه جديدَين سيعطيني هذا التغيير المنشّط. هنا، المدى جديد. ولكنّ الوجوه، كما أخبرتُكم، لم تكن كلّها جديدة. هناك وجوه أعرفها من بلادنا طردها الظلم الذي هو لنا خبز يوميّ، ظلم السياسة والفراغ وهذه الحقيقة الأليمة: أنّ الإنسان، ليحيا في بلده، يفترض أن يختار بين أمرَيْن، أن يكون إمّا ببّغاءَ أو أخرس! لا شيء يقوّينا، في أرضنا، مثل محبّة الأصدقاء والرجاء بغدٍ جديد.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content