قبل انطلاق الصوم الكبير، خرجتُ وصديقَين إلى زيارة المطران جورج خضر. أقول خرجت. هذا فعل استللتُهُ من لغة أهل البراري الذين كانوا يخرجون في مطلع الصوم من قلاليهم بحثًا عن شيخ يستعطونه كلمة حياة. المطران جورج شيخ موافق دائمًا. سأله أحد صديقيَّ أن يقول لنا كلمة على الصوم. قال: "إنّه عطيّة. يمارِسُ الصومَ فعلاً الذي يقول لله أن يعطيه إيّاه". الكلمة كاملة في منافعها. سأبيّن لكم ما فهمناه منها في الدردشة التي تبعتها. فهمنا أوّلاً أنّ الصوم خلوة مع الله. ثمّ أنّه إطار للعطايا التي الله يعطيها. بكلام واحد، أُعطينا أن نثبت في أنّ ما يغني الحياة عندنا قائم في ما نمارسه تقليديًّا. لم يقل لنا المطران جورج: "لا تبحثوا عن غناكم بعيدًا من الصوم. إنّه الغنى إن فهمتم أنّكم أمام الله الذي يريدكم له ومعه". لكنّ هذا ما شعرنا أنّه يقصده. يقنعك المطران جورج أنّ هناك برّيّةً في المدينة!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults