منذ مئتَي سنة، سرق المدعوّ بابا نويل من سِيرة القدّيس نيقولاوس العجائبيّ أن يتمّم "أعمالَ رحمةٍ" في الخفاء. اعذروني! لا يقنعني هذا الرجل المحتجِب في زيّ غريب، المتخفّي في الأرض وراء أسماء متعدّدة، المدّعي الغنى والكرم، المختلف في أسلوبه في الكلام وضحكته الهوجاء التي لا تفارقه، والذي يرتكب الناس، بالاستعانة به، ذنبًا في حقّ المحبّة الشخصيّة التي تخصّ كلّ يوم بإعطائه أن يعبّر بدلاً منهم، في يوم ميلاديّ، عن حبّهم لصغارهم وكبارهم! أجل، لا يقنعني. لكنّي أحبّ أن أعترف له بأنّه سارق يفوق العالم ذكاء! لا أتكلّم على صونه كرامة الفقراء، بل على تأثيره في الناس كما لو أنّه، في عيد الميلاد، هو الذي يستحقّ أن يُنتظر وحده. أستثني الأطفال الذين يعرفون كلّ شيء!
جميع الحقوق محفوظة، 2023