أخفقتُ، في حياتي، في أمور كثيرة. ولكن، أعلى ما أخفقتُ فيه هو عجزي عن أن أعرف سرّ الإنسان. مَن هو الصديق فعلاً؟ لا يزعجني أن يعطيني أحدٌ ظهرَهُ. الذي يزعجني أن ألملم أوساخًا من ورائه. احفظ لسانك، يا صديق. بيِّنْ أنّك تفهم أنّه ما من أحد في الكون ينصرف إلى اغتياب الآخرين سوى الذي ينصرف عن الاهتمام بنفسه. اهتمّ بنفسك، بخلاص نفسك. أصدقائي يعرفون قولي: "الذي يسقط في أكل لحم الإخوة، ربّما يخفّف عيبه بمنعه ظنونه من أن تخترع لهم أخطاء"! أثمّن الطريقة التي يصفع فيها بولس "الظنون الرديئة". هل تعلمون ماذا يسمّي الذي يقع في هذه الرداءة؟ يسمّيه المتصلّف، أي الذي يدّعي الفهم فيما هو "لا يفهم شيئًا" (١تيموثاوس ٦: ٤). لا أبحث عن المديح، بل المصارحة. الكلمة، التي تذمّني في وجهي لمنفعتي، أثمن عندي من كلّ مديح العالم. متى سنفهم كلّنا أنّ لنا وجوهًا؟
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults