20يوليو

الوطن

كلّما أخبرَني إنسانٌ من بلادنا أنّه ضرب لنفسه موعدًا مع وطن آخر، أي سيهاجر، يؤكّد من جديد أنّنا نحن الشعوب، التي تحيا في أمداء متشرذمة، تجمعنا وحدة بشعة: لا نرى أوطاننا أوطانًا لنا! ما الوطن؟ في اللغة، هو المكان الذي يطن الإنسان به، أي يسكنه ويألفه. ما نبدو عليه أنّنا شعوب طمست ذاكرتها! هذا ما صرنا بمعظمنا عليه، شعوبًا تبحث عن وطن! لا أقول: "لا تكلّموا الناس في مواعيدهم"! كلّموهم. ولكن، لا تنسوا أنّنا كلّنا ضحايا سياسات، داخليّة وخارجيّة، لا يهمّها من وجودنا سوى غيابنا! هل أدعوكم إلى الاستسلام؟ كلُّ مهاجر معركةٌ في حجمِ وطنٍ خسرَها وطن! قبل أيّام، اجتمعتُ بصديق. تكلّمنا على أمور عدّة منها أوجاع الهجرة. قال لي: "لا أعتقد أنّ هناك مَن يشفينا من هذا النزيف سوى موسى آخر"! أترك هذه الكلمات الصديقة دعاءً إلى الله أن يرسل لنا موسى جديدًا يقنعنا أنّ أوطاننا هي هنا!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content