لا أعرف ما الذي يفعله هذا الرجل الغريب على البئر في نصف هذا النهار. كان يجلس على الحافّة يبدو أنّه متعَب من سفر طويل وعطشان. عندما دنوتُ من البئر أحمل جرّتي، أشعرتني كلماته أنّه كان ينتظرني. كسر المسافة، التي كنتُ أراها بيننا، ببعض كلمات على الماء وهذا البئر، بئر يعقوب. بلحظة، خطف قلبي. لم أعرف إنسانًا مثله قادرًا على أن يوحّد الإنسان من داخل وخارج. بدوتُ أمامه أنّني، أنا نفسي، ظاهرة، واضحة مثل الشمس. سألتُهُ عن أشياء عديدة، سألتُهُ عن جبل الله، وعن المسيّا الآتي. رفعني حضوره إلى أن أكلّمه وأخبره عن نفسي. هذا رجل يشبه نفسه، يشبه الله الذي يريدنا جددًا. لم أجرؤ على أن أخفي عنه تفاصيل حياتي التي ظهر لي أنّه يعرفها أكثر منّي. الشمس، التي تخرج من سمائه ومن عينَيه، تعرف ما تراه! تركتُهُ، بل تركتُ كلّ شيء من أجل أن أنقل أمره إلى قومي. جعلني تلميذة. "تعالوا انظروا".
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults