المتسلِّط، أينما انوجد، في منزله أو في الكنيسة أو في الدولة أو في الحزب...، تجد ظلمة، تجد وجوهًا مسطّحةً اغتُصبت معانيها، تجد الإنسان العقيم. المتسلِّط، قبل أيّ شيء، إنسانٌ مكتفٍ بنفسه لا يطلب أن يزداد إلاّ بتعسّفه، إنسان يأبى الفضاء الرحب الذي يسرح فيه الأطفال بحرّيّةِ الواثقين أنّهم محبوبون، أنّهم أبناء البيت. يكره المساحات. تروّعه المشارف التي تطلّ على إنسانيّة أرقى. حيث لا محلّ للوجهِ المواجِه، يعمّر المتسلِّط مملكته الواهية. يحبّ إنّما ما له. يجتهد إنّما ليلتصق بعينَيك. فرحُهُ دنيا اختناق، الناسُ فيها على صورة كلمات الشاعر المستحيلة: "إنّي أتنفّس تحت الماء". كلّ شيء معه ينتهي قبل أن يبدأ. هذا من غضب الأيّام الأخيرة!
جميع الحقوق محفوظة، 2023