عندما يقول تراثنا إنّ الله يحبّ العالم، يعني أنّه يحبّ الناس جميعًا دائمًا في غير حال، من دون أن يميّز بين وجه ووجه، خاطئ أو بارّ. هذا شيء جوهريّ في الله الذي سمّته كتبنا: محبّة (١يوحنّا ٤: ٨)، أي محبّة ثابتة لا تتبدّل. قلتُ إنّه يحبّ الخاطئ والبارّ. أقصد أنّه يحبّنا جميعًا، الذين يسعون إلى رضاه بيننا أو لا يهمّهم منه أيّ شيء. هذا أمر ظاهر يمكن أن يعرفه الكبير والصغير. مَن منّا يعرف أحدًا مثل الله لا يصدّ بابه في وجه أحد، أيّ أحد؟ مَن في العالم عنده القدرة على هذا الحبّ؟ الذي أحبّ أن أقوله اليوم لنفسي أوّلاً ولمَن يحبّ منكم تاليًا، ألا يستحقّ هذا الإله المختلف أن ندخله قلوبنا في حذائه؟ إله يحبّنا في غير حال، إله لا يخجل من عرائنا بل يقبلنا دائمًا، لا أحد سواه يمكنه أن يصنع لنا عهدًا جديدًا. أساسُ التوبةِ إلهٌ يحبّنا.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults