قعد قربي. كنتُ أعزّي صديقًا بوفاة أمّه. أحد أقرباء المتوفّاة قاده إلى الكرسيّ الفارغ الذي كان قربي. شغله، وشغلني! من فوره، دفعني إلى أن نتحدّث عمّا تفعله الكنيسة اليوم في محاربة الفقر في بلادنا. بدا رصينًا، لبقًا، وغيورًا على الحقّ. استفضنا في حديثنا عن دورنا، أفرادًا وجماعات، في خلق مجتمع عادل. أذهلني بقوله إنّ خدمة المحبّة في المسيحيّة تأبى أن نحصرها في حدود كنائسنا أو ديننا... مَن هو هذا الرجل الذي تعبق بكلماته قداسةُ التاريخ؟ كنتُ، إلى الآن، لا أعرف عنه سوى اسمه. سألتُهُ عن نفسه. أخبرني. كان الرجل عضوًا ملتزمًا في كنيسة أخرى يدير مؤسّسةً لها فروع عدّة في بلدنا. هذه المحادثة، في سياق تعزية، ثبّتت لي، من جديد، أنّ الله لا يكفّ عن تعزيتنا.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults