7مايو

الكلمة الأقوى

صباح اليوم، وصل إليَّ صوت شابّ يقول لأبيه: "ترضّى عليّ، يا بيّي". أعرف الكلمة جيّدًا. هذه كلمة بيار صديقي الذي ترعرعنا معًا في حيّ واحد. هل ذكرتُ لكم الكلمة من قبل؟ كيف لكلمة أن تستحضر وجوهًا تركت شوارع طفولتنا إلى شوارع أخرى بعيدة؟ كيف لكلمة أن تمحو، بلحظةٍ، ثلاثة عقود من السنين؟ كان بيار، كلّما هَمَّ أن يخرج من بيتهم، يقترب من أبيه، يقبّل يده، ويطلب رضاه. "ترضّى عليّ، يا بيّي"، يقولها بصوت مسموع، أكان وحده معه في البيت أم كانت معهما مدينة! يطلق كلمته بثقة العالم أنّ الأبوَين شفيعان أمام الله. هل يختبئ أبي في ذكرياتي؟ رقد أبو بيار بعد أبي بنحو خمس وأربعين سنة. بعض كلمات تبدي الموت ضعيفًا. دائمًا، الكلمة أقوى!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content