استوقفتني اليوم هذه الكلمات: "المولع بالكسب يُكدِّر بيته، والكاره الهدايا يعيش" (أمثال ١٥: ٢٧). أحبّ أدب الحكمة لا سيّما لواقعيّته ولقدرته على مساعدتنا كلّنا على محبّة الخير. لاحظوا! هذه الكلمات، على كونها تقصد أشخاصًا معيّنين لهم وظائف عامّة في الحياة، لا تقفل بابها على الذين تقصدهم. أيّ قارئ، يحبّ الكلمة، يمكنه أن يرى فيها دعوةً شخصيّةً إلى نبذ محبّة المال، أو، بكلام واحد، المال الذي لا يحقّ لنا به، أي الرشاوى. اللافت في هذه الكلمات أنّ الحكيم، الذي قال إنّ الكاره الهدايا يعيش، لم يقل إنّ الذي يحبّها يقتل نفسه، بل "يكدّر بيته". قليلاً ما نفكّر، عندما نخطئ، في الأحزان القاتلة التي نخلّفها في نفوس تحبّنا. لم يرد الحكيم بكلماته فقط أن يشفينا من أفعال الإثم، بل أيضًا من إغفالنا أنّنا أناس مترابطون. الحكمة كلّها هنا!
جميع الحقوق محفوظة، 2023