لا أذكر عدد المرّات التي اضطررتُ فيها إلى أن أحجر نفسي في هاتَين السنتَين. هذا الوباء الحقود لم يسرق منّا فقط شيئًا من سلامنا ومن حرّيّتنا وما كنّا نزاوله في الأرض…، بل أيضًا كسر قلوبنا، وخطف شيئًا من عمرنا، وفرض شروطه على إيقاع حياتنا كلّنا. لم أكتب هذه السطور لغمّكم، بل لتقديم شهادة عن بعضِ إخوةٍ بيننا. هناك إخوة، كلّما اضطرّوا إلى الحجْر، يخرجون منه بشيء تعلّموه جديدًا (دراسة كتابيّة أو ليتورجيّة…، مثلاً). ماذا تقول لي هذه الشهادة الجميلة؟ تقول إنّ بيوتنا، نحن نستعملها. إن أردناها سجونًا، تكون. وإن معاهدَ مفتوحةً (أو مناسك للتعبُّد وللاستشفاع من أجل خلاص العالم!)، تكون أيضًا. هذا، إن قبلناه كما يجب، لا يكسر فقط طوق الحجْر…، بل أيضًا يفتح الحياة على القربى الخادمة. كونوا دائمًا بخير.
جميع الحقوق محفوظة، 2023