الغربة الكبرى، التي تجعل الإنسان يرى نفسه إلهًا بقدرته الذاتيّة، يصنعها شيء واحد: الغربة عن الله وكلمة نعمته. هذا ما جعل آدم يخرج من الفردوس، وقايين ينقضّ على أخيه هابيل ويفترسه مثل الوحش، وهيرودُس يقتل أمس أطفال بيت لحم، واليوم بيوت جنوب لبنان وبقاعه وبيروت والجبل... ليس هناك أمٌّ للخطايا مثل أن يحسب الإنسان أنّه كامل من دون الله. الخطايا كلّها، هذا نبعها. الكلام اليوم هو عن القتل الذي ترتكبه إسرائيل في جسد وطننا من دون أيّ اعتبار لشريعة إلهيّة أو لقانون مدنيّ. لا أعتقد أنّ هناك ما يصف القتلة الذين تغرّبوا عن الكلمة، أمس واليوم، أعلى دقّةً من شعورهم أنّهم المكتملون بالطاعة، الشعور الذي يختبئ فيه أصله المُبَيَّن، أي اعتقادهم أنّهم آلهة من دون الله. هذا اذكروه أبدًا أنّنا نتعامل مع اختلال موروث كان سببًا لقتل المسيح الذي جاء من أجل شفائنا من كلّ غربة.
الغربة عن الكلمة
الأب إيليّا متري الحرب السّاعة التّاسعة الكنيسة خاطرة يوميّة على طريق السّلام فايسبوك لبنان