الأب إيليّا متري | Father Elia Mitri

العيد !

أنهى الإخوة المسلمون صيامهم اليوم، وعيّدوا. هذا فرح لهم ولنا بهم. أمّا ما أحزنني، فرؤية بعضهم (مِمَّنْ هم نزلاء في أرضنا) يزاولون عملهم! هذا، حسبي، قرارٌ أُسقط عليهم. ليس للفقراء في الأرض عيد. هذا أستوحيه من ناسك كبير باختلاف بسيط أنّه، بدلاً من الفقراء، ذَكَرَ الرهبان!

ما هو كسبُ ذوي المصالح من يوم عمل (أو يومين)؟ بعضنا لا يفهمون أنّ فرح الإنسان في مواسمه وفي سواها قد يزيد في اجتهاده في عمله. هذا كتب عنه أدباء عالميّون، مثلاً باولو كويلو.

[quote font_size="14" font_style="normal" arrow="no" align="left"]ليس للفقراء في الأرض عيد.[/quote]

كيف لبعضنا أن يجعلوا حقوق الوضعاء خلفَ ظهورهم؟ حقّهم في الفرح، مثلاً. وفي الصلاة. وفي أن يستريح بعضهم إلى تعييد بعض. وفي أن يفعلوا ما تهواه قلوبهم في يوم عطلتهم.

هل هذا نوع من اضطهاد الفقر في لبنان؟

من دون أن أتراجع عن ظنّي بالإسقاط، يجب أن أذكر أنّني، لو كنت أعرف أنّ العمّال، الذين رأيتهم، سيربحون مالاً إضافيًّا اليوم مثلاً، لَربّما قلت: هذا قرارهم الشخصيّ! لكنّني لا أعرف. ولا أعتقد أنّ جهلي يجعلني ظالمًا إن ذكرت أنّنا، إلى اضطهادنا الفقر، قد نكون نسرق الفقراء أيضًا!

رأيت، اليوم، بعضًا يعملون في العيد. لا، بل رأيت تسلّط القويّ على الضعيف. بلى، مَنْ رأيتهم، كانوا، طبيعيّين، يرقص سلامٌ طيّبٌ على وجوههم. هذا لا أحد يستطيع أن يسرقه منهم!

شارك!
Exit mobile version