أمس، غلب "وباءُ الحقد" العمّ جرجس سابا. فكّرتُ كثيرًا قبل أن أكتب لكم من جديد خبرًا عن وفاة أحد أصدقائي. لكنّي لا أكتب لمدّ الحزن، بل للتعزية وللشهادة للحقّ. أودّ أن أبدي انذهالي ممَّن يعطيهم الروح أن يتجاوزوا ضعفاتٍ طبيعيّةً من أجل أن يحفظوا وجودهم مع الله. كان للعمّ جرجس ضعفه. سرقت منه سنوه، التي قاربت المئة، حاسّة السمع. ولكنّ الروح عوّضه بِكَرَمِهِ، بحضوره الحيّ فيه. كان في الكنيسة دائمًا في أقصى حضوره، مخطوفًا إلى النور وتلك الكلمات التي لا يسوغ لإنسان أن يتكلّم بها. ودُّه لك عظيم. إنّما لا تؤخّره عن صلاة كنيسته، ولا تستعجله أن يخرج منها قبل أن يوزّع ابتساماته على الكبير والصغير. كتبتُ أخبركم أنّ العمّ جرجس أكمل سعيه. صار كلّه صلاة.
جميع الحقوق محفوظة، 2023