وقعت عيناي عرَضًا على هذا المثل العربيّ: "مَن أطاع عصاك، فقد عصاك". رأيتُ من المفيد أن أنقله إلى سطوري، للحفظ وتعميم المنفعة. الصورة صريحة. المثل ينتقد، بقسوةٍ ظاهرة، استحضار الناس بالقوّة إلى الطاعة. يقول، في هذا التشبيه البليغ، إنّ هذا لا ينتج طاعةً، بل عصيانًا. ما سرّ الطاعة؟ دعونا أوّلاً نستبعد، من هذه العجلة، الحياة الرهبانيّة التي يطيع فيها الراهب رئيسه في كلّ شيء. في الرهبنة، يُترَك التمييز للرئيس. الراهب يطيع بلا تمييز "في وفرةٍ من التمييز"! هذا لا يمكننا أن نتسرّع بنقله إلى المدن والقرى، إن كان المطلوب أن يُطيعوا كهنةً أو علمانيّين. يبقى السرّ يحكمه ما حفظه تراثنا. الطاعة تجب للذي يحبّ حتّى النهاية. في المسيحيّة، هذا ليس له مرادف. إنّها صورة واحدة للقدوة، صورة المسيح الذي حمله حبّه لنا إلى أن يموت على الصليب. أجل، الطاعة هي حصرًا للمصلوب.
جميع الحقوق محفوظة، 2023