الشفاء من العمى

الصهيونيّة المسيحيّة، على تفرّعاتها وتناقضاتها، تجتمع على ثلاثة: قراءة الكتب المقدّسة قراءةً حرفيّة، التعليم عن الآخرة في المستقبل، وعودة اليهود إلى "أرضهم". للأفكار نبعُها. هذا جعل منظّريها يميّزون بين ما يشير في الكتب إلى إسرائيل وما إلى الكنيسة. أهملوا الحقيقة. رأوا مثلاً أنّ اليهود ما زالوا "الشعب المختار" الذي تنطبق عليه، بل على "دولة إسرائيل"، الوعود التي تختصّ بالشعب القديم. هذا أوصلهم إلى الاعتقاد أنّ الكنيسة، التي يعتبرون أنّها شعب سماويّ، من واجبها أن تساعد اليهود، الذين هم شعب الله الأرضيّ، على أن يملكوا في الأرض الموعودة التي القدس عاصمتها الأبديّة. عليكم أن تقرأوا كتاب غريس هالسل "النبوءة والسياسة". كانت هالسل واحدةً من منظّريهم قبل أن تنفتح عيناها على وضاعة الانبطاح "للسيّدة الدولة". لا شفاء من العمى إلاّ بمصالحة الحقيقة.