لم ينم صديقي أمس. كاد خبر المستشفى في غزّة يذهب به إلى حيث لا يشاء. قال لي: كيف أنام فيما الناس في غزّة بعضهم فوق التراب وبعضهم تحت التراب؟ لعمري لا يقبلني سريري. كانت هناك قرصةُ بردٍ في الليل. قلتُ أختبر شيئًا من وجع المشرَّدين. خرجتُ إلى الشرفة، وتوسّدتُ الأرض. كان ثمّة أرجوحة تعرفني. لم أنظر إليها. لم أقدر. بقيتُ إلى الصباح بلا ماء وكهرباء. كنتُ مشرَّدًا في بيتي. عندما لفحتني الشمسُ في الصباح ببعض دفئها، أهدتني شعورًا غريبًا بدوتُ كما لو أنّني لم أعرفه من قبل. أعرف الشمس منذ خمس وأربعين سنة، مُذ أخرجني أبواي من المستشفى يوم ولادتي في ذلك الصيف الحارق. ولكنّي، في هذا الصباح، شعرتُ بأنّ الشمس تلاطفني، بأنّها تحبّني، بأنّني مشرَّد محضون. عندما تكتمل خيانة الأرض، أي أهل الأرض، لفلسطين وأهلها، تبقى السماء صديقة. السماء أوفى!
جميع الحقوق محفوظة، 2023