التعييد لقدّيسين كانوا جنودًا في هذا العالم هو تشديد على أنّ الله أحقّ بالطاعة من جميع الناس. هذا ثابت في كتابة سيرهم وإيقوناتهم. إظهار القدّيسين في ثياب الجنديّة، في الإيقونة مثلاً، ليس لبرهان القوّة التي من العالم، بل لبرهان النعمة التي تنقل الإنسان من هذا العالم، من مملكة قيصر، إلى ملكوت الله. المعنى أنّ القداسة، التي جناها هؤلاء الشجعان، لم تأتهم بفعل التحاقهم بخدمة هذا العالم ورؤسائه، بل لدفاعهم عن إله وجدوا أنفسَهم، في مرحلة من حياتهم، أنّ عليهم أن يختاروا بينه وبين العالم. الجنود الشهداء لم يقبلوا الموت من أجل الموت، بل من أجل الشهادة لإله أحبّهم حتّى الموت. نحن في الكنيسة لا نظهر الجنود الشهداء، إذا رسمناهم، في حالة تأهّب للمعركة إلاّ إذا كانوا باتّجاه الناس. هم حماتنا. أمّا أمام الربّ، فدائمًا نرسمهم في حالة تضرّع. هذا سلاحهم الأقوى.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults