كنتُ، في ذلك اليوم، يوم الثلاثاء ٤ آب ٢٠٢٠، في مكتبي في الكنيسة، قبل صلاةِ تضرّعٍ موضوعة للعذراء في هذا الصوم المخصّص لها. في نحو الساعة السادسة وبضع دقائق مساءً، اقتحمني صوتُ انفجار كبير. كان الصوت قريبًا كما لو أنّه هنا! عندما دخلتُ الكنيسة، كان الإخوة يحملون هواتفهم يتوسّلون خبرًا يطمئنهم. ثمّ أتانا خبر انفجار المرفأ الذي جعل بيروت، بلحظة، مدينةً منكوبة. أسرعتُ إلى الاتّصال بأولادي وببعض أصدقاء لا معنى لبيروت من دونهم. نالتنا جراحٌ علاماتُها باقية. هذا لبنان الذي لا يريد أن يعرف سوى أن يكسرنا، ويجرحنا، ويشرّدنا، ويفصلنا عن أحبّتنا…، ثمّ يقف يتأسّف على ما جرى لنا! هل سمعتم ببلد في الأرض تأخذ سماؤه مطرَها من عينَي أهله؟ أرجو أن تكون لدموعنا نهاية قبل النهاية!
جميع الحقوق محفوظة، 2023