تركنا الخوري عيد حبيب. كنتُ قد علمتُ، يوم الأحد، أنّه قام من وعكة. اتّصلتُ به من هنا، من هذا البلد البعيد. أتاني جوابًا أنّه دخل يصلّي. هل خطفه عيدٌ حبيبٌ كان يطلبه في مخدعه؟ قلتُ، مرارًا، إنّ الناس لا تُختصَر. لا أختصر الخوري عيدًا إن قلتُ عنه إنّه شيئان، إنّه عيد وحبيب. كلّ شيء، يعمله لنفسه أو للآخرين، ينبلج منه فرح العيد الحبيب. كلّ صلاة يتمّها. كلّ تتبّع للكلمة. مَن رأى دفتره الذي كان يكتب عليه، بخطّه المنمنم، كلّ ما يتعلّمه عن مقتضيات الكلمة التي تستدعي العيد؟ كلّ عمل ينجزه، في الرعايا أو في السجون. كلّ صداقاته… لم ألتقِ به يومًا من دون أن يبدو لي أنّه منطلق إلى مكان أبعد. لم أسمعه يقول لأحدنا أنِ "اتبعني". الورع يحسب نفسه متأخّرًا عن الإخوة! لكنّ العيد، مثل الحبّ، يقول الأشياء الكبرى، إن كشفها أو حجبها! سبقنا الخوري عيد. أعطانا الله، مثله، أن نُعطى العيد، العيد الحبيب.
الخوري عيد حبيب
وجوه غابت فايسبوك الكنيسة خاطرة يوميّة الأب إيليّا متري على طريق السّلام السّاعة التّاسعة