سارة هي خالة أمّي، "قريبتها الباقية من رائحة أبوَيها"، كما كانت تقول. كانت أمّي تحبّها كثيرًا، وكانت هي تحبّنا كثيرًا. كانت الخالة سارة تسكن في "الأشرفيّة"، شرقي بيروت، أو "الجبل الصغير"، كما يسمّيها الروائيّ إلياس خوري. أحلى شيء كان أن نذهب إليها. بيتها الجميل، مثلها، كان لنا مدًى للفرح وللحرّيّة! عندما ترهّبت أختي، أُعطيت اسم "سارة". قالت لي في رسالة: "سارة سيكون اسمي. أنت تعرف"! ثمّ تبعتُها. عندما رُزقتُ بابنة، أعطيتُها اسمَها. كثيرون ظنّوا أنّني أعطيتُ ابنتي اسمَ أختٍ راهبة. أختي وأنا، كلانا يعرف! لا شيء يستحقّ أن يبقى معنا في الحياة سوى المحبّة الحرّة التي لا تطلب شيئًا لذاتها!
جميع الحقوق محفوظة، 2023