29أغسطس

الحاقدون

هم زمرة من السطحيّين الذين لا يريدون أن يفهموا أنّ النعم، التي يغدقها ربّهم على الناس، هي لمنفعتهم أيضًا. أنت تحقد، أي تتمنّى أن تزول النعم عن غيرك، وتتحوّل إليك. هذا خروج على المعنى. هذا أصعب من العمى. أنت لستَ المعطي، والآخذ لا يَحتكر. النعمة لك وله. هذه المعادلة البسيطة (لك وله) هي سرّ المعنى، معنى كلّ شيء، سرّ الوجود الجديد. لِم عنونتُ هذه السطور بصيغة الجمع؟ لِعجبي من قدرة الحاقدين على الاجتماع. "أمّا الفرّيسيّون، فلمّا سمعوا أنّه أبكم الصدّوقيّين، اجتمعوا معًا" (متّى ٢٢: ٣٤). أخجل من نفسي إن قلتُ إنّ هناك بعضًا، رجالاً ونساء، من مدانا كلّه، يرتّبون "حقدهم" تحت راية الالتزام الواعي! لا مرض قاتلاً أشرس من الادّعاء والانتشاء بالذات. هذا غضبي من الحقد. لا تسمّوه إدانة. أن تجلد خطأً من أجل أن يكون العالم أفضل، هذا من المحبّة. هل تُقبَل المحبّة؟

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content