دخل بيتًا، في موسم عيد الظهور الإلهيّ (الغطاس)، ليرشّه بالماء الذي جرى تقديسه في خدمة العيد. وكان أهل البيت بانتظاره. فاستقبلوه بلطف وبشاشة كان قد تعوّدهما في كلّ زيارة. وبعد سلام وكلام، دعاهم جميعًا إلى أن يشاركوه في الصلاة. فلبّت الدعوةَ سيّدةُ البيت وحدها، وظلّ زوجها وأولادهما قابعين في مكانهم. أزعجه الأمر. ولكنّه لم يلحّ، أو يوبّخ. ولمّا جال في غرف البيت كلّها، فاجأه أنّ الخادمة، التي كانت جالسة في غرفتها، قد انتصبت بسرعة فائقة، وانحنت احترامًا. ثمّ سجدت على ركبتيها لتتلقّى الماء المقدّس، وتقبّل الصليب المحيي خاشعة. فحيّا، في قلبه، تواضعها المذهل وحبّها الرطب. وشعر بأنّ هذا المشهد، الذي رأته سيّدة البيت، كان التوبيخ المناسب الذي أخفاه هو في قلبه.