مثل الابن الشاطر (لوقا ١٥: ١١- ٣٢)، الذي ثبت موقعه في ليتورجيا الأحد الثاني من فترة التهيئة للصوم الكبير، يكشف الهدف الكبير من الصوم. الصوم هو "دعوة عامّة" إلى التوبة. سأوضح. هذا المثل، مثل الابن الشاطر، هو، واقعيًّا، يحكي قصّة ابنَين شاطرَين. الابن الأصغر، الذي يظهر في المثل أنّه انشطر عن بيت أبيه، دعوة التوبة لا تقتصر عليه. يتكلّم المثل على التوبة عن هذا الانشطار. ولكنّه لا يكتفي به، بل يتكلّم أيضًا على انشطار آخر، انشطار لا يقلّ خطورةً عن الأوّل، انشطار يتمّ في البيت، أي يتكلّم على الذين يحيون في البيت كما لو أنّهم من خارج البيت. ما هي علامة هذا الانشطار؟ العلامة صريحة: أن نقبل، في أيّ موقف، لا سيّما في واجب المحبّة، أن نختلف عن الله أبينا كلّنا بأجمعنا. هل أقول إنّ التوبة فعلاً هي أن نكون مثل الله؟ لا معنى لشيء من دون أن نسعى إلى هذا التمثّل!
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults