17مايو

الالتزام الواحد

عندما يتكلّم القدّيسون على بُعدَين للالتزام، اللاهوتيّ والأخلاقيّ، إنّما يقصدون بُعدًا واحدًا. لا حياة صحيحة لا تُبنى على معرفة الله. لا معرفة حقيقيّة لله لا تُترجَم في حياتنا على الأرض. الأخلاق وجه صريح لإيماننا بما "خرج من فم الله"، أي لهذا الوعي، القلبيّ والعلنيّ، أنّنا "نحيا في حضرته دائمًا". لا أحصر الأخلاق في فضيلة واحدة. الفضيلة، في تراثنا، هي الفضائل كلّها. أن تحبّ الله، لهو أن تحبّ كلّ ما يرغب فيه لك ومنك. لا انتقاء في الطاعة. أن تكون عفيفًا مثلاً، أمر يفترض أن تكون مخلصًا لكلّ ما تقوله الكلمة. يفترض أن تؤمن بحرّيّة شعب الله، مثلاً. بحرّيّة الشعوب من الدمى، أي من الطغاة، كما يصفهم الشاعر السودانيّ محمّد الفيتوري… هذا ترتيب يسوعَ الذي قال: "مَن عمل وعلّم، هذا يُدعى عظيمًا في ملكوت السماوات" (متّى ٥: ١٩).

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content