هو رفيقنا إلى الفصح. إنّ ذكرَهُ يضجّ في صلوات الصوم الكبير من البدء إلى المنتهى. الله، في مثل الابن الشاطر (لوقا ١٥: ١١- ٣٢)، انكشف أنّه إله لا يريد شيئًا كما يريدنا معه أحرارًا، أيًّا كانت كلفة هذه الإرادة: أن يخسر "ثروته"، أن يعيّره الناس، أن يلومه أهل بيته، إخوتنا الكبار… إله يحبّنا، إله وجَدْنا أنفسَنا، في بيته، أنّنا قادرون على أن نقول له: نعم، أو: لا. إله، إن تركناه، لا يتركنا، بل يرافقنا إلى أقصى بُعدنا وعرائنا. إله، إن شعر بهمسة شوق صدرت منّا إليه، يقوم إلينا أينما كنّا، ويقودنا إليه، بل يتنازل إلى أن يكشف أنّ شوقه إلينا أعظم من شوقنا إليه. مجنون الذي يقول عن نفسه إنّ خطاياه أعظم من أن تسمح لله بأن يتوب عليه. مجنون الذي يُسقط على الله صورةً أخرى لا تشبه صورته في مثل الابن الشاطر. هل نريد فعلاً أن نصل إلى الفصح؟ لنمسك بيد الابن الشاطر. هذا يعرفُ الطريق.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults