أمران استوقفاني في قول المغبوط أُغسطينوس (+٤٣٠): "إذا أحببتَ الأرض، فأنت أرضيّ، وإذا أحببتَ الله، فماذا أقول لك؟ إنّك إلهيٌّ". الأمر الأوّل هو أنّ المغبوط، في كلا الحالين، حال الإنسان الأرضيّ أو الإنسان الإلهيّ، ينحصر في الكلام على الحبّ، حبّ الأرض أو حبّ الله. "حيث يكون كنزك، هناك يكون قلبك أيضًا" (متّى ٦: ٢١). الأمر الثاني هو أنّه يُبيّن، بوضوح ظاهر، أنّ الإنسان، أيضًا في كلا الحالين، هو الذي يرسم مصيره بنفسه. أو يحبّ أمور الأرض، ويكون منها. أو ينفتح على الله الذي "أحبّنا أوّلاً" (١يوحنّا ٤: ١٩)، ويكون منه. بلاغة القول أنّه يأتي في صيغة المخاطب المفرد. ليس هناك ما يقال بعد. كلّ إنسان مسؤول عن خلاصه في هذه الحياة.
جميع الحقوق محفوظة، 2023