٢٨- استيقظتُ صباح الجمعة على وجعٍ في ظهري. الوجعُ أعرفه، وجعٌ كريهٌ يقوى عليَّ في الشتاء، في البرد. وجعٌ يفقدني ما بقي لي من طراوةٍ في ظهري، يطويني إلى نصفَين، إن وقفتُ أو قعدت. قمتُ، بصعوبةٍ، من بيتي، إلى خدمةٍ تنتظرني، ثمّ عدت. بعد الغداء، أتاني، على هاتفي، خبرٌ يكسرُ الظهرَ ويطوي الحياةَ كلَّها كما لو أنّها سِفْر، خبرُ مفقودين أربعة (امرأتَين وطفلَين)، قيل إنّهم سوريّون، وُجدوا، في جرود عيناتا، "متوفّين من البرد"! لم أكن أعرف شيئًا عنهم. انتقل كرهي من أوجاع البرد إلى بيتي الذي يدفئني، وإلى السياسة الجبانة التي تتلطّى وراء "البرد"! متى سينتهي من هذه البلاد "فصل البرد"؟ متى سيُقَوَّض صنمُ الأنا التي تقتل الفقراء بدمٍ باردٍ مثل الموت؟
جميع الحقوق محفوظة، 2023