1يناير

الأب جورج مسّوح

الأب جورج، الذي تركنا قبل ستّ سنوات، عاش حياته رجلاً يعرف ما يختاره وما يأباه. لن أعدّد لكم اليوم كلّ ما عُرف من اختياراته. سأكتفي باختيارَين، أنطاكية أرضًا لخدمته الكهنوتيّة، وحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. الذين عرفوا الأب جورج عن قرب لا يفوتهم أنّ شخصيّته المواهبيّة ومؤهّلاته العلميّة… كانتا جواز سفر إلى أيّ مكان يريد. أنطاكية، هذه الأنطاكية في هذا المدى الذي كبرنا على أنّه بقع للموت، كانت له جنّةً ريّا. كلّ ما فيها نعمة كان يعني له الكثير. كان صوتًا صارخًا في وجه الكبير والصغير أنّ هجر أرضنا، بلا تكليف، أيًّا كانت الصعوبات التي نواجهها، هو ارتجال في التكليف! النهضة، كنسيًّا ووطنيًّا، هي في العمل. ما تطمح إليه، يُطلَب منك أيضًا في مكانك. الاختيار الثاني كان الحركة التي كان يعرف أنّه لن يكون أخًا فعلاً في أنطاكية إلاّ في وسطها. هذا وفاء للوعي الذي كان له أمًّا وأبًا. طوبى للمختارين!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content