ليس من صغير في العالم أكثر من الذي يسابق نفسه إلى أن يحيا في ظلّ مَن يعتبره العالم كبيرًا. هذه كارثة الكوارث فعلاً. كارثة الكوارث أن نحيا على أنقاض أنّنا وُلدنا كبارًا من بطون أمّهاتنا، أي أن نتجاوز أنّ الله أوجدنا على صورته ومثاله. الصورة، صورة الله، عطاء ومسؤوليّة. كلّنا، كهنةً وعلمانيّين، مسؤولون عن نقاء الصورة، في إظهار أنفسنا وفي تعاملنا مع الآخرين. أن نلتصق بالكبار، أن نتملّقهم، أن نفضّلهم على الجميع، هذا يرمينا بعيدًا من مسؤوليّتنا! لا أقول لكم أنِ اهربوا من المعتبَرين كبارًا في الأرض. الذي أقوله أنِ اهربوا من كلّ ما ينسينا أنّ أكبر سجن في الأرض هو أن نحيا في ظلّ عينَي الناس. اهربوا من كلّ ما يدفعنا إلى أن نعتقد أنّ الإنسان هو صورة نفسه. كونوا كبارًا في الحرّيّة والمحبّة التي لا تميّز بين وجه ووجه. هذا عيش الأبديّة الآن وهنا.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults