المسيحيّة، في خطّها الفريد، أطلقت، منذ البدء، أنّ الناس جميعًا واحد في الكرامة. "ليس يهوديّ ولا يونانيّ. ليس عبد ولا حرّ. ليس ذكر وأنثى. لأنّكم كلّكم واحد في المسيح يسوع" (غلاطية ٣: ٢٨)، هذا معناها. معناها أنّ كرامة الناس تأتي من هذا الإله الواحد الذي خلقَنا جميعًا على صورته (تكوين ١: ٢٧). هو الآخر إذًا، أيًّا كنتُ أو كان، صورة الله. "ليس عند الله محاباة" (رومية ٢: ١١). هذا لا يُسقط فقط فكرةَ أنّ هناك إنسانًا أو شعبًا خصّه اللهُ بالتمييز، بل يؤسّس أيضًا لدوام الوعي أنّ الكرامة الإنسانيّة نعمة وخدمة. أقول للمنهمكين في دفاعهم عن أنفسهم وعنّا!، بلغة هذا العالم وقوّته: "دفاعكم مردود، مع الشكر"! ماذا تفعل لله، لتسمو أنت في الخدمة ويسمو الآخرون إلى المعرفة؟ هذا ينتظره الله والآخرون!
جميع الحقوق محفوظة، 2023