1يناير

اختراع بشر

ثمّة مشاكل عديدة، في واقعنا الكنسيّ، يحتاج التخلّص منها إلى جهد عظيم. سأذكر لكم اليوم منها مشكلةً واحدة، مشكلة الإمعان في استعمال الماضي، البعيد أو القريب، للاستعلاء على الحاضر، أي هذا الغلوّ في اعتبار بلاغة الأمس مجلدًا لضرب اليوم، كما لو أنّ الروح، الذي يقود التاريخ إلى النهاية، قد ملّ من حضوره بيننا! أعرف أنّ تفصيل هذه المشكلة يحتاج إلى صفحات أخرى، طويلة وعريضة. ولكنّني سأكتفي هنا بالإشارة إلى أنّ ما ذكرتُهُ عن المشكلة يتضمّن حثّنا على تجنّبها. كيف نحفظ إيماننا بأنّ روح الله، الحاضر معنا أبدًا، لا يمكن أن يملّ منّا؟ لا أشجّع على إهمال الإخوة الكبار، الذين منهم سبقونا إلى السماء أو ما زالوا يجاهدون في الأرض، بل أختفي وراء حقيقة أنّ الكنيسة هي جسد المسيح الحيّ الذي كلّ عضو فيه افتُدي بدم كريم (١بطرس ١: ١٨ و١٩). المشاكلُ كلُّها اختراعُ بشر.

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content