الأب إيليّا متري | Father Elia Mitri

اتبعني

كانت تصلّي. وكنتُ خارج الهيكل.
رأيتُها.
أرعبني وجهُها!
أعرفُها جيّدًا.
لم تكن حزينة.
كانت قد ترمّلت منذ سنوات طويلة، وشاخت على عزاء ينسكب عليها من لدن إله حاضر.
رأيتُ وجهها يشعّ كالشمس.
هذا سبب رعبي!
ما من حالة أخرى يمكن أن تُصيبنا أمام مَنْ ثبّتوا وجوههم نحو النور.
لم أرَ وجهي.
كان شعوري بأنّه بارد.
لم أحتجْ إلى أن ألمسه، ولا إلى أن أراه.
كنتُ واثقًا.
كنتُ وإيّاها واقفَيْن، أمام إله واحد، نسمع الكلمات ذاتها.
لا، أنا لم أكن واقفًا.
كنتُ مخلّعًا.
كانت أفكاري قد أقعدتني، في مكاني، نحو "ثمانٍ وثلاثين سنة". وكانت هي تمشي.
رأيتُ وجهها يتبع الكلمات إلى حيث صاحبُها.
لم أكن أتخيّل!
أنا أعرف أنّ الكلمات سَيْرٌ، في الله، إلى الله. وتوطّدت معرفتي بالمَثَل.
في عتمة الدنيا، نحتاج إلى وجوه من نور، لنتبعها.
ألا يصحّ هنا، أيضًا، معنى قول الربّ: "اتبعني"؟

شارك!
Exit mobile version