لا أعرف عدد المرّات التي قرأتُ فيها كتاب فيرجيل جورجيو "من الساعة الخامسة والعشرين إلى الأبديّة" الذي عرّبه الأب حليم عبد الله. لكنّي أعرف أنّ الكتاب، الذي جورجيو وضعه كلّه عن أبيه الكاهن، "الكاهن الإيقونة"، ظهر بعد رسامتي كاهنًا. باختصار، يقنعك الكتاب، كلّما أعدتَ قراءته، أنّك، كاهنًا، تقعد في موقع ليس لك. من عنوانه، من الساعة التي من خارج الزمان إلى الأبديّة، يفصلك، ببراعة مرضية، عن الذين هم من فوق، من الزمان الآتي. أبو فيرجيل، أبوه "مرّتَين، بالجسد والروح"، يشبه نفسه، أو يشبه ربّنا يسوع، الكاهن الأبديّ. بجدّيّته. بفقره. بوعيه أنّه أبو الجميع. بجهوزيّته الدائمة للخدمة... و"بصعوده إلى السماء". الكتب الكبيرة تأتيك دائمًا متأخّرة! على الرغم من تشجيع جورجيو الكهنة بقوله إنّ أيّ كاهن هو "بمستوى كلّ الكهنة"، يبقى أبوه، كما صوّره، إيقونةً فريدة، إيقونةً من ذهب.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults