تربّي الكنيسةُ الإنسانَ على الحرّيّة. لا تعترف بحرّيّته فقط، بل تربّيه عليها أيضًا. ليس لأيّ شخص في الكنيسة، أيًّا كانت مكانتُهُ أو درجةُ البرِّ التي وصل إليها، أن يحتجز أيّ عضو فيها، فكريًّا أو معنويًّا... كلّ شيء في الكنيسة موجّه إلى أن يحفظ الإنسان أنّه ابن لله أبيه، أنّه حرّ من الموت، من كلّ موت. الإنسان حرّ أو آلة. الطاعة لا يفقه أسرارها سوى الأحرار فعلاً. ليس أسهل من قيادة الإنسان الآلة. التحدّي، الذي يطلق العظماء في الكنيسة وفي العالم، هو في مكان آخر دائمًا، هو في مدى الحرّيّة. هذا فيه تقديس لعمل الله الذي خلقنا أحرارًا أوّلاً، ثمّ فيه اعتراف أنّ الحرّ هو الذي يصنع العالم الجديد، أي هو المفيد للكلّ. الكنيسة تَخَاطُب. ليست هي رُتَبًا أو طبقات، أي أناسًا فوق وآخرين تحت، بل هي جماعةٌ كلُّ مَن فيها يحتاج إلى الكلّ. هذه هي الإيقونة الذهبيّة للكنيسة التي كلّنا مسؤولون عنها.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults