منذ سنين، ترَكَنا إلى دولة عربيّة. تزوّج، وأنجب. إنّه من شبابنا الذين خطفتهم حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. جمعتني صداقة باقية به منذ أن ظهر وجهه في مدى جبل لبنان. ارتباطه بلبنان اليوم هو بأبوَيه وإخوته في البيت والكنيسة...، وبكلّ ما يمتّ بصلةٍ إلى الحركة. ترونه هنا على الصفحة في كلّ يوم يقول: "شركتي معكم هي في احتضاني الكلمة". هذا شيء يعرفه جيّدًا أهل الحركة. إنّهم يعرفون أنّ دعوتهم أن يكونوا، دائمًا، أينما انوجدوا، فمًا للكلمة وأذنَين لها ويدَين وقدمَين... أمرُهم أمرُها: أن تصل إلى الناس. تراهم لا يهمّهم سوى أن يغدو الآخرون أفهم، أعظم، أي أعضاءً فاعلين في جسد المسيح. آخر مرّة التقينا على العشاء في منزل أهله في الجبل، وعدني أن يقتني له بيتًا بيننا. الذين لا يشيخ فيهم حبُّ الكلمة، لهم مطرحُهم الباقي في الخدمة.