30نوفمبر

إلى وائل الدحدوح

مَن هي المرأة المسنّة التي جاءت إليك من إحدى مدارس الإيواء في غزّة تحمل لك معها الخبز؟ تابعتُ ما كتبتَهُ عنها بانتباه كثير وحبّ كبير. تمهّلتَ في وصفك زيارتها. قلتَ إنّها تقدّمتْ نحو الخيمة، صعدتْ أربع درجات، وزرعت قبلاتٍ على جبينك ل أن تقول لك إنّها بحثت عنك كثيرًا، وإنّ الخبز الذي لك معها، عملته من أجلك... مَن هي، يا رجل؟ قولك إنّها امرأة مسنّة يبعد عن فهمنا أنّ ثمّة قرابةً جسديّةً تجمعك بها. هل بحثتْ عنك، لتقدّم لك واجب التعزية (متأخّرةً مثلي) على اغتيال الوحش لحومًا من لحمك، وواجب الحبّ على تعبك في نقل الحقيقة إلى العالم؟ أكلّمك كصديق. في بيتنا، ربينا على تناول الطعام الذي تعدّه أمّي. لم تقنعنا ثقافة الطعام الجاهز. كان اعتقادنا أنّ أمّي لا تقدّم لنا طعامًا فقط، بل معه حبّها أيضًا. هنيئًا لك بهذه العاطفة. تستحقّ. شيءٌ مغرٍ فعلاً أن تغدو كلّ امرأة من بلدي أمًّا لي!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content