يُحكى، اليوم، عن ضرورة إقفال البلد. الوباء صار أقوى منّا. نسمع التهليل. نسمع الاعتراضات. المعترضون يشكُون الجوعَ والعجزَ عن تأمين مستحقّاتٍ تلاحقُهم كظلّهم... كلّنا نخاف الموت. لكنّ المشكلة، في هذه الأزمة، كما يمكن بسطها، هي في رؤيتنا إلى الوطن. في لبنان، تعوّدنا أن نحيا كما لو أنّ كلاًّ منّا وطن! مَن يقنعنا بأنّ الحياة في وطنٍ تناقضها هذه الفرديّة القاتلة؟ هذا سؤال في لبنان، إلى اليوم، يصعب طرحه! أرجو منكم ألاّ تستغرقوا حصرًا في جدلِ هذه الأزمةِ أو أيِّ أزمةٍ تشبهُها، بل أن نستفيد كلُّنا منها في التنظير لبناء وطن. متى نكتشف كلّنا أن ليس أحد منّا أكبر من وطنِهِ وإرادةِ الحياةِ الجامعةِ فيه؟
جميع الحقوق محفوظة، 2023