اليوم، استوقفتني كلمةُ القدّيس سلوان الآثوسيّ: "إذا تألّم شعب أو دولة، فعلى الكلّ أن يتوبوا. هكذا يُصلح كلّ شيء". الشيء الظاهر، في هذه الكلمة، أنّها مفتوحة على كلّ شعب أو دولة، بل على كلّ إنسان، أيًّا كان موقعه في دولته. ليس أحد فوق الألم. يعلم القدّيس سلوان أنّ الناس، عندما يتألّمون، كثيرًا ما يلقون تبعة ما جرى لهم على السماء والأرض. ولكنّه، كطبيب مختبر، لا يجادل أحدًا أو يستعرض تبريراتٍ معلومة، بل يذكر المرض ودواءه. يصرّ على تذكيرنا بأنّنا، إن كنّا مسؤولين عن سقوطنا، لا نقوم من دون إرادتنا. يقول ما يعني: "لا شيء يتغيّر إن لم نتغيّر نحن أوّلاً". الذي أوقفني أمام هذه الكلمة هو لبنان اليوم، لبنان الذي فاضَ ألمُهُ! هل يمكننا في لبنان، قادةً وشعبًا، أن نفكّر في حقّ كلمات القدّيس سلوان؟ هل يمكننا أن نعطيه أذنًا تصغي؟ لا شيء أعظم لإصلاحنا من أن نعود إلى الله!
جميع الحقوق محفوظة، 2023