رأيتُهُ في قاعة "كنيسة الينبوع" في أواسط ثمانينات القرن الفائت، ينتظر مع بعض شباب قرّروا أن يقبلوا مواعيد الكلمة التي تطلب دائمًا أن تنهضنا إلى الفهم وخدمة المحبّة. كان الأكبر سنًّا من المنتظرين جميعًا والأكثر خبرةً في شؤون كنيسة كان تكليفه أن يخدم هيكلها الذي كان له سماءً على الأرض. أذكر انحناءته في الصلاةِ وعملِ الخدمة. هذه، التي تعلّمها عليه بعضُ إخوةٍ تبعوه في مسعاه، تناجي بسرّه. إنّه في الكنيسة من الذين ينحنون من أجل أن يقوم الناس إلى دعوتهم. "غيرةُ بيتِكَ أكلتني"، بخدمةٍ موصولة، بصمت، بشكر، بفرح، بإتقان، بوداعة، بأمانة، وتفانٍ مسؤول. لا أعتقد أنّ موته أمس صدمه مثلما صدمنا. إبراهيم بربور أقنعَهُ التزامُ كنيستِهِ أنّها كلّها، بتفاصيلها، موتٌ وقيامة. لن يتوه في طريقه إلى الله. معه شموع كثيرة ستنير له طريقه، ومعه العذراء مريم التي كانت له أمًّا وبيتًا.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults