20أكتوبر

إبداع الكبار

صار لي، قبل أيّام، أن أتابع بعضًا من حلقة تلفزيونيّة قديمة كان فيها الموسيقار الراحل ملحم بركات وصديقه الشاعر الكبير نزار فرنسيس ضيفَين منفردَين على برنامج فنّيّ. كعادة بركات المتأخّرة، انصرف، في أدائه واحدةً من أغانيه الجميلة، إلى الدندنة، دندنة لحن الأغنية، من دون كلماتها. الرجل لا يُتكلَّم على إبداعاته، صوتًا وألحانًا. الذي أذهلني أنّ الشاعر الصديق كان في أقصى انسجامه بما يجري أمامه. أفهم أن يُطرَب شاعرٌ بكلمات، وضعها هو أو غيره، يغنّيها مطربٌ أمامه. ولكنّ الأمر هنا آخر. الأمر هنا هو أمر الموسيقى البديعة التي تنطلق كما لو أنّها وحدها القصيدة! قرأتُ أنّ الشاعر نزار فرنسيس يغنّي أيضًا. هم الكبار الذين يصادقون الإبداع، ويحتجبون أمامه!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2023
Skip to content