رقد أبي لا يملك سوى رحمة الله. كنتُ فتًى يافعًا يوم استعجل إلى الله. ذهب كما خرج من بطن أمّه! بقي لي، ممّا تركه، شيئان غاليان إلى قلبي: عصًا بطول يده كان يتسلّح بها أحيانًا عندما يخرج من البيت، وجرن من حجر صنعه بيده. الذي قادني إلى هذه الكتابة عن أبي، خبر، رواه لي صديق، عن عائلة يعرفها انقسمتْ على إرث. عاش أبي حرًّا من محبّة المال. الذي يدخله من عمل كان يبرع فيه، كان ينفقه على بيته والذين يراهم يحتاجون إلى سند. كانت يده مفتوحةً دائمًا. رجل، إن رأيتَهُ خارجًا من منزله في أيّ يوم، تلفتك أناقته. لا يخرج عمومًا من دون سترة (Jacket) عيبها الوحيد أنّ جيبها منفوخة من أشياء وضعها فيها للتوزيع (لوز، جوز، بونبون…). رقد أبي على قناعةٍ أنّ المال، الذي معه، هو الذي أنفقه. كيف وصل إلى هذا الإرث الذي تركه آباء كنيستنا؟ الروح كريم.
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults