31أغسطس

أولادنا

يوم الخميس المنصرم، هاتفني أحد أصدقائي باكرًا. قال: "إنّني في حيّكم أرى منزلاً جديدًا لابنتي". ليس الموسم في لبنان لشراء المنازل! لكنّ صديقي لا تحكمه مواسمُ من دنيانا، بل قناعةُ إبراهيم، أبي الآباء، الذي باركه الله بأولاد التزموا قُرْبَهُ. الحياة قُرْب. كان عليَّ أن أقول: الحياة قرابة. لكنّني أعتقد أنّ القرابة، بلا قُرْب، يعوزها جهاد أعظم. الوجوه يُثقلها البُعد، يرسم عليها تجاعيدَهُ يومًا فيومًا. تتبّعتُ الذين، في تفسيرهم كلمة جبران: "أولادكم أبناء الحياة"، فصلوا بينها وبين كلمته التابعة: "ومع أنّهم يعيشون معكم"! هناك حرّيّة في الحضور أكاد أقول أعظم منها في الغياب! لم يناسب المنزل صديقي. لكنّ اتّصاله أهداني فرحًا مناسبًا!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content