9يوليو

أن يتأهّب الوطن

السؤال، الذي طرحه حفيدي علينا أمس، هو: "هل هذا هو لبنان؟". هو يعرف لبنان. عاش فيه ما يزيد قليلاً على السنين التي قضاها بعيدًا عنه. لم يوضح نفسَهُ. لم يقل شيئًا عمّا يعرفه عن بلده. لم يقل شيئًا عنّا، عن بيتهم، عن بيتنا... بدا حائرًا فقط! ماشاه أحدُ الذين كانوا معنا. أجابه: "نعم، هذا هو لبنان". لم يبرّد عن الطفل حيرته، بل رسم له دليلاً باقيًا عمّا عليه أن يعرفه من بلده. لم يقل له حرفيًّا إنّ لبنان هو الذين يحبّونك فيه. لكنّ هذا ما بدا أنّه يقصده. بلد مخطوف قراره، منهوب شعبه، كباره منشغلون في مسرحيّاتهم…، ماذا تريد من طفل زائر أن يعرف عنه؟ أمس، نام حفيدي وأخته الكبرى في بيتنا. كان الليل قد انقضى نصفه. طلبتُ أن يصعدا كلٌّ منهما إلى سريره قبل أن تنقطع الكهرباء. سألني هو باستغراب إن كنتُ أتكلّم عن جدّ! الأطفال، إن حاروا أو استغربوا، يجب أن يتأهّب الوطن!

شارك!

جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults
Skip to content