أمس، أبعدتني تعيينات أنطاكية عن خبر دعوة التلاميذ الأوّلين (متّى ٤: ١٨- ٢٣). قرأنا الخبر في قدّاس يوم الأحد الذي صرنا، أنطاكيًّا، نعيّد فيه عيدًا عامًّا لقدّيسينا المحلّيّين. أو فلأقل: أبعدتني ظاهريًّا. أليس هدف دعوة الربّ إلى أن نتبعه هو قداستنا نحن أيضًا؟ يبيّن هذا الخبر، خبر الدعوة، قدرة يسوع الذي برع الإنجيليّ متّى، بكلمات قليلة، في كشفه أنّه واحد مع أبيه في الجوهر. يسوع يدعو أربعةً من تلاميذه، بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنّا. يقول لهم إنّه يريدهم معه من أجل خدمة الرسالة الجديدة، ومن فورهم يتركون كلّ شيء، ويتبعونه. هذا فعل الله في التاريخ. الله لا تُردّ دعوته. خبر الدعوة هو سرّ العهد الجديد في أساسه وغايته. لا يصير الإنسان تلميذًا ليسوع، خادمًا للناس، إن لم يلتصق به، أي إن لم يفضّل يسوع على أيّ شيء آخر في دنياه. هذا ما يقوله الروح دائمًا: "كونوا مع يسوع".
جميع الحقوق محفوظة، 2025
Powered by Wiz Consults