سألني صديق لي، يتخصّص في العلوم السياسيّة في الجامعة، أن أقترح عليه عنوانًا لورقة مطلوبة منه لجامعته. لم أوفّر جوابًا. دفعتُهُ إلى أن يكتب عن حياد شعوبنا في معظم الأمور المصيريّة التي يُنتظَر أن يكون لنا موقف منها. سألتُهُ أن يأخذ كاتبًا رصينًا في السياسة (أو كاتبَين) ينشر ما يكتبه دوريًّا على وسائل التواصل، ليرى نسبة الذين تحرّكهم القضايا الكبرى إلى أن يدعموا الحقّ في الأرض. أعتذر منكم. لا شيء يوافق إنهاضنا في هذه الحياة مثل أن نكون شهودًا للحقّ الذي يأبى أن ننام على ظلم. هذا أمر يخصّنا كلّنا، واحدًا واحدًا. يقول الشاعر الإيطاليّ دانتي في الكوميديا الإلهيّة: "الأماكن الأكثر سخونةً في الجحيم مخصّصة لأولئك الذين حافظوا على حيادهم في أوقات الأزمات". ليس دانتي هو الله، ليعرف أماكن الناس في السماء أو في النار. لكنّ ما قاله هنا يجدر بنا جميعنا أن نفكّر فيه دائمًا!
جميع الحقوق محفوظة، 2023